( الرقص على القبور)
جاءنا يحكي لنا قصته
مقسما بالله ما يروي حصل
قال قد أمضيت عمري هانئا
بين من أحببت من غير ملل
عشت بين القوم في لدتهم
وسط أهل لقوني البطل
أسمعوني كل ما يحلو لهم
من مديح ضربوا في المثل
عشت فيها منعما في دعة
أقطف الأزهار ل أجني العسل
أهلها أهلي وإخوان الصفا
نلتقي دوما بسيل من قبل
كم قصيد قلته وفيها وكم
أغنيات قد حوت أحلى الغزل
***
بلدتي كانت مثالا رائعا
برخاء العيش تعطي من سأل
في دجى الليل أتاها غاصب
وسباها وهي في أحلى الحلل
نهب الدار بحقد أسود
عذب القوم واذى وقتل
ضربتها هزة في غفلة
من بيتها فأفاقوا في وجل
فهم اليوك سكارى بعدما
زاغت الأبصار والعقل انفتل
أترك التاريخ يروي في أسى
للبرايا ما جنى مما فعل
***
لم أطق صبرا على فعلته
فهي مأساة وزلزال جلل
فعقدت العزم أن اوفي لها
دينها والكل عنها قد غفل
ونذرت النفس أشفي جرحها
أسهر الليل ولا أشكو الكلل
رحت أعطي كل ما في طاقتي
لرفاق الدرب من غير كسل
رحت في البلده أسعى جاهدا
لأداوي الجرح أو أشفي العلل
كم قضيت الليل أرعى نازفا
من جراح راعة قرب الأجل
أو عليلا يائسا من عيشه
رحت أسقيه كؤوسا من أمل
فاستعادت بعد جهد دائب
صحة الأبدان والجرح اندمل
جمعت بلدتنا أبنائها
بعد طول الهجر والشمل اكتمل
***
جئتها لما جلا عن أرضها
غاصب والليل ولي وارتحل
جئته والقلب يشدو طربا
ولهيب الشوق في لصدر اشتعل
جئتها والعين يجري دمعها
فرحة والجفن بالشوق اكتحل
فأدارت وجهها عني وقد
حدثت عن سخطها تلك المقل
فتأكدت بأني لم أعد
ذلك المحوب أو ذاك لبطل
خيم الليل وغابت شمسنا
واختفى البدر ونجمي قد أفل
***
شمرت عن ساعديهما وانبرت
تدعى أني ضليع في الدجل
أنكرتني!! يا لها من صدمة
كم تألمت وكم رأسي فتل
أنكرت كل الذي قدمته
من جهود من عطاء من عمل
ثم جاءتني بليل حالك
وهي تدعو لانتقام في عجل
اغمدت خنجرها في خافقي
دون ما ذنب جناه او فعل
أغمدت خنجرها في قسوه
تتشفى وتناست من قتل
***
ذنبنا أنا ضحايا صفقه
بين أهل الحل ما راعوا لمثل
نحن ما زلنا ضحايا عابث
بمصير الأهل قد ضل السبل
لم يراع الحق في تأييده
من أتى شرا وعنا ما سأل
كيف يرضى الحر أن يرمي أخ
بالشظايا دون ما ذنب فعل
كيف رضى طعن من قد أحسنوا
أكرموه يوم أن ضاع الأمل
حضنوه جففوا دمعته
قاسموه العيش خبزا وعسل
أي قبطان لنا ذاك الذ
لم يسل عنا ول عما حصل
لست أدري كيف والي غازيا
هجر الجار وفي الدار نزل
نحن أولى أن نعادي ظلمه
نحن ذقنا الظلم من كل الدول
انه كأس جرعنا سمه
كيف نرضاه لمن قربى وصل
***
تكلم المأساة قد حطت نا
لم يدر في خاطري ما قد نزل
لم أزل في حيرة مما جرى
قد أصا العقل مني بالشلل
لم أعد أقوى على نسيانها
فهي تحي في خيالي لم تزل
فاستجرت الله ويلاتها
فهو يدري من على قبري احتفل
***
للشاعر:
د.عصام صدقي العمد