--------------------------------------------------------------------------------
[center][size=3]مسرحية *الحمير* للكاتب:توفيق الحكيم
لتوفيق الحكيم مع جنس الحمير علاقة وطيدة، فقد حاورهم وعايشهم وفضلهم على كثير ممن لبس الثياب؛ فبعد روايتيه "حمار الحكيم" و"حماري قال لي"، ها نحن مع مسرحية "الحمير"؛ وقد مات وهو لم يكمل مشروع مسرحية "الحمار يفكر". فما دلالة الحمير لديه؟ وما سر تفننه بهذه الحيوانات الصابرة المناضلة؟ هل يعنيها حقا أم أنه يستغلها للدفاع عن آرائه في خضم الجو الديكتاتوري الذي أفرزته ثورة يوليو 1952 التي أيدها ولكنه أخذ عليها قمعها للحريات وإلغائها للأحزاب؟
مسرحية "الحمير" مسرحية اجتماعية صيغة في أغلبها باللهجة المصرية العامية، وهي من مسرحيات الحكيم القليلة التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح؛ فمعظم مسرحياته تنتمي إلى ما يطلق عليه "المسرح الذهني" الذي يكتب ليقرأ، ويكتشف القارئ من خلالها رموز ودلائل لواقع الحياة، وتحتوي نقدا للمجتمع، يقول الحكيم: "قيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني، مرتدية أثواب الرموز لهاذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم أجد قنطرة تنقل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة".
اشتهر الحكيم ككاتب مسرحي بعد نجاح مسرحية أهل الكهف عام 1933 وأصبح له أسلوب خاص في الكتابة، وهو المزج بين الرمزية و الواقعية، وهو أسلوب فريد ومتميز به، من خلال ابتكار الشخصيات واستخدام الأسطورة والتاريخ، كما تميز بقدرته على التصوير فيصف بجمل قليلة ما يصفه البعض في صفحات.